قال مجاهد في قوله:{قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ} ، يقول في الكفار والمؤمنين، والخير والشر. قال ابن إسحاق استقبل ذكر المصيبة التي نزلت بهم، يعني: بالمسلمين يوم أحد، والبلاء الذي أصابهم، والتمحيص لما كان فيهم، واتخاذه الشهداء منهم، فقال تعزية لهم وتقريعًا لهم فيما صنعوا، وما هو صانع بهم:{قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ} ، أي: قد مضت مني وقائع نقمة في أهل التكذيب لرسلي، والشرك في عاد وثمود وقوم لوط وأصحاب مدين، فسيروا في الأرض تروا مثلات قد مضت فيهم، ولمن كان على مثل ما هم عليه مثل ذلك مني، وإن أمكنت لهم.
وقوله تعالى:{هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ} . قال قتادة: هذا بيان للناس، وهو: هذا القرآن جعله الله بيانًا للناس عامة، وهدى وموعظة للمتقين خاصة.