قال ابن عباس:(إن هذه الآية نزلت: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ} في قطيفة حمراء فقدت يوم بدر قال: فقال بعض الناس: أخذها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: فأكثروا في ذلك، فأنزل الله عز وجل:{وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} ) . وقال الكلبي: (نزلت في غنائم أحد حين ترك الرماة المركز للغنيمة. وقالوا: نخشى أن يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - من أخذ شيئًا فهو له، وأن لا يقسم الغنائم كما لم يقسمها يوم بدر. فتركوا المركز ووقعوا في الغنائم. فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ألم أعهد إليكم أن لا تتركوا المركز حتى يأتيكم أمري» ؟ قالوا: تركنا بقية إخواننا وقوفًا. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «بل ظننتم أن نغل ولا نقسم» . فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقوله تعالى:{وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} ، أي: سواء كان من الغنيمة أو الصدقة، أو غير ذلك، كما في الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا ألفينّ أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل بعيرًا له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر، ينادي: يا محمد يا محمد. فأقول: لا أملك لك من الله شيئًا قد بلّغتك» .