قال مجاهد في قول الله:{مَّا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} ، قال: ميز بينهم يوم أحد، المنافق من المؤمن.
وقوله تعالى:{وَمَا كَانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ} ، فتعرفوا المنافق من غيره قبل التمييز، {وَلَكِنَّ اللهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ} . قال مجاهد يخلصهم لنفسه.
وقوله تعالى:{فَآمِنُواْ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ} ، قال ابن إسحاق: أي: ترجعوا وتتوبوا {فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} .
وقوله تعالى:{وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير} . قال السدي: هم الذين آتاهم الله من فضله، فبخلوا أن ينفقوها في سبيل الله، ولم يؤدوا زكاتها. وقال ابن مسعود في قوله:{سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} قال: ثعبان ينقر رأس أحدهم يقول: أنا مالُك الذي بخلت به. وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما من أحد لا يؤدي زكاة ماله، إلا مثّل له شجاع أقرع يطوقه» . رواه ابن جرير وغيره.