سمعت الله يقول:{ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلا أَن قَالُواْ وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} ، وقال في آية أخرى:{وَلاَ يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً} . فقال ابن عباس: أما قوله {وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ}
فإنهم لما رأوا الله لا يدخل الجنة إلا أهل الإسلام قالوا: تعالوا فلنجحد، فقالوا:{وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} فختم الله على أفواههم، وتكلمت أيديهم وأرجلهم، فلا يكتمون الله حديثًا. وقال الحسن: إنها مواطن: ففي موطن لا يتكلمون، ولا تسمع إلا همسًا، وفي موطن يتكلمون ويكذبون، وفي موطن يسألون الرجعة، وآخر تلك المواطن أن يختم على أفواههم، وتتكلم جوارحهم. وهو قوله:{وَلاَ يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً} . والله أعلم.