قال ابن جرير: غير مستحيل أن تكون الآية نزلت في قصة المحتكمين إلى الطاغوت، ويكون فيها بيان ما احتكم فيه الزبير وصاحبه الأنصاري إذ كانت الآية دالة على ذلك.
عن مجاهد:{وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم} كما أمر أصحاب موسى أن يقتل بعضهم بعضًا بالخناجر لم يفعلوا، {إِلا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ} . وقال أبو إسحاق السبيعي:(لما نزلت:
{وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ} ، قال رجل: لو أمرنا لفعلنا، والحمد لله الذي عافانا، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:«إن من أمتي لرجالاً، الإِيمان أثبت في قلوبهم من الجبل الرواسي» ) .
وقوله تعالى:{وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ} ، يؤمرون به من طاعة الرسول والرضى بحكمه، {لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً} ، أي: تصديقًا. قال السدي:{وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْراً عَظِيماً} ، يعني: الجنة. {وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً} في الدنيا والآخرة.