وهو: من أكبر الذنوب. قال ابن جريج: المنافق يخالف قوله فعله، وسره علانيته، ومدخله مخرجه، ومشهده مغيبه.
وقوله تعالى:{وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ} كذبهم الله تعالى في قولهم: آمنا بالله وباليوم الآخر، لأنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، كما قال تعالى:{إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ
وقوله تعالى:{يُخَادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ} ، يقول تعالى: يخادعون الله والذين آمنوا بإظهار الإِيمان وإبطانهم الكفر، ويعتقدون أن ذلك ينفعهم عند الله كنفعهم عند بعض المؤمنين، كما قال تعالى:{يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ} .
وقوله تعالى:{وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنفُسَهُم} ، أي: لأن وبال خداعهم راجع عليهم، بفضيحتهم في الدنيا وعقابهم في الآخرة، {وَمَا يَشْعُرُونَ} ، أي: لا يدرون أنهم يخدعون أنفسهم، وإن وبال خداعهم يعود عليهم.