قال قتادة في قوله:{فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ} ، يقول: فبنقضهم ميثاقهم، لعناهم، {وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ} ، أي: لا تفقه، {بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ} ولعنهم حين فعلوا ذلك.
قال في جامع البيان:{فَبِمَا نَقْضِهِم} ما مزيدة للتأكد {مِّيثَاقَهُمْ} فعلنا بهم ما فعلنا.
وقوله تعالى:{وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً} ، قال ابن عباس: يعني: أنهم رموها بالزنا. {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ
مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ} ، قال قتادة: أولئك أعداء الله اليهود، اشتهروا بقتل عيسى بن مريم رسول الله، وزعموا أنهم قتلوه وصلبوه. وذكر لنا أن نبي الله عيسى بن مريم قال لأصحابه: أيكم يقذف عليه بشبهي فإنه مقتول؟ فقال رجل من أصحابه: أنا. فقتل ذلك الرجل، ومنع الله نبيه ورفعه إليه.
وقوله تعالى:{وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ إتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً * بَل رَّفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً} قال الكلبي: اختلافهم هو أن اليهود قالت: نحن قتلناه، وقالت طائفة من النصارى: نحن قتلناه، وقالت طائفة منهم: ما قتله هؤلاء، ولا هؤلاء؛ بل رفعه الله إلى السماء، ونحن ننظر إليه.