وقال ابن كثير:{وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ} ، أي: تعاطيه فسق وغيّ وضلالة وجهالة وشرك، وقد أمر الله المؤمنين إذا ترددوا في أمورهم أن يستخيروه.
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} : هذا حين فعلت. وقال ابن زيد في قوله:{الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ} ، قال: هذا يوم عرفة. وقال ابن عباس: يعني: أن ترجعوا إلى دينهم أبدًا.
قال ابن كثير: ويحتمل أن يكون المراد أنهم يئسوا من مشابهة المسلمين لما تميّز به المسلمون من هذه الصفات المخالفة للشرك وأهله.
وقال ابن جريج:{فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ} فلا تخشوهم أن يظهروا عليكم، {وَاخْشَوْنِ} . قال ابن جرير يقول: ولكن خافون إن أنتم خالفتم أمري، واجترأتم على معصيتي، وتعدّيتم حدودي، أن أحلّ بكم عقابي وأنزل بكم عذابي.
وعن ابن عباس: قوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} ، وهو: الإسلام، قال: أخبر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين أنه قد أكمل لهم الإيمان، فلا يحتاجون إلى زيادة أبدًا، وقد أتمه الله عز ذكره فلا ينقصه أبدًا، وقد رضيه الله فلا يسخطه أبدًا. وعن هارون بن عنترة عن أبيه: قال لما نزلت: ... {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} وذلك يوم الحج الأكبر، بكي عمر فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ما يبكيك» ؟ قال: أبكاني أنَّا كنا في زيادة من