قال البغوي:{تُعَلِّمُونَهُنَّ} تؤدبوهن آداب أخذ الصيد، {مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللهُ} ، أي: من العلم الذي علمكم الله. قال ابن عباس: إن المُعَلَّم من الكلاب: أن يمسك صيده، فلا يأكل منه حتى يأتيه صاحبه، فإن أكل من صيده قبل أن يأتيه صاحبه، فيدرك ذكاته فلا يأكل من صيده. وقال طاوس: إذا أكل الكلب فهو ميتة فلا تأكل. وقال إبراهيم: إذا أكل البازي، والصقر من الصيد فكل، فإنه لا يعلّم. وروى ابن أبي حاتم عن عدي بن حاتم قال: قلت: يا رسول الله إنا قوم نصيد بالكلاب والبزاة فما يحلّ لنا منها؟ قال:«يحلّ لكم ما علّمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علّمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه» . ثم قال: ... «ما أرسلت من كلب وذكرت اسم الله عليه، فكُلْ مما أمسك عليك» . قلت: وإن قتل؟ قال:«وإن قتل، ما لم يأكل» ، قلت: يا رسول الله وإن خالطت كلابنا كلابًا غيرها؟ قال:«فلا تأكل حتى تعلم أن كلبك هو الذي أمسك» ، قال: قلت: إنا قوم نرمي فما يحل لنا؟ قال:«ما ذكرت اسم الله عليه وخزفت فكل» .