للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا تشتروا بآيات الله ثمنًا قليلاً، وعَلَّموا الحكمة ولا تأخذوا عليها أجرًا، فلم يفعل ذلك إلا قليل منهم، فأخذوه الرشوة في الحكم، وخانوا الحدود، فقال في اليهود حيث حكموا بغير ما أمر الله، {وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} ، وقال في النصارى: {فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ} .

قوله عز وجل: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (١٥) يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (١٦) } .

عن قتادة: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا} ، وهو محمد - صلى الله عليه وسلم -، {يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ} . قال ابن عباس: من كفر بالرجم فقد كفر بالقرآن من حيث لا يحتسب فكان الرجم مما أخفوا.

وقوله تعالى: {وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} ، أي: يعرض عن كثير مما أخفيتم فلا يتعرض له.

وقوله تعالى: {قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} ، عن السدي: {مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ} سبيل الله الذي شرعه لعباده ودعاهم إليه وانبعث به رسله، وهو الإِسلام، الذي لا يقبل من أحد عملاً إلا به، لا اليهودية ولا النصرانية ولا المجوسية.

قوله عز وجل: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ

<<  <  ج: ص:  >  >>