وقوله تعالى:{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمُ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} ، عن قتادة: قوله: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمُ} يعرفون أن الإِسلام دين الله، وأن محمدًا رسول الله يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإِنجيل.
قال ابن جرير: وقوله: {الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ} مِنْ نَعْتِ {الَّذِينَ} الأولى. انتهى.
قال ابن كثير:{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ} أي: لا أظلم ممن تَقَوَّل على الله، فادّعى أن الله أرسله ولم يكن أرسله، ثم لا أظلم ممن كذب بآيات الله، وحِجَجِه، وبراهينه، ودلالاته، {إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} ، أي: لا يفلح هذا ولا هذا، لا المفتري ولا المكذب.