قال معمر: قال قتادة في قوله: {ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ} قال: مقالتهم؛ وسمعت غير قتادة يقول: معذرتهم. وعن سعيد بن جبير قال: أتى رجل ابن عباس فقال: قال الله: {وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} وقال في آية أخرى: {وَلاَ يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً} ، قال ابن عباس: أمّا قوله: {وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} ، فإنه لما رأوا أنه لا يدخل الجنة إلا أهل الإِسلام، فقالوا: تعالوا لنجحد، قالوا:{وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} فختم الله على أفواههم، وتكلّمت أيديهم وأرجلهم، {وَلاَ يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً} . وعن قتادة:{وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً} ، قال: يسمعون بآذانهم ولا يعون منه شيئًا، كمثل البهيمة التي تسمع النداء ولا تعي ما يقال لها.
وعن ابن عباس: قوله: {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ} ، يعني: ينهون الناس عن محمد أن يؤمنوا به، {وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ} ، يعني: يتباعدون عنه. وقال قتادة: ينهون عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ويتباعدون عنه.