للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكنوز إليه؟ {قُلْ إِنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى أَن يُنَزِّلٍ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} لأنه لو أنزلها ثم لم يؤمنوا لعالجهم بالعقوبة، كما قال تعالى: {وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ} .

قوله عز وجل: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (٣٨) وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ اللهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (٣٩) قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (٤٠) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاء وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (٤١) } .

قوله تعالى: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} عن مجاهد في قوله: {أُمَمٌ أَمْثَالُكُم} أصناف مصنفة تعرف بأسمائها، وقال ابن جريج: الذرّة فما فوقها من ألوان ما خلق الله من الدواب.

وقال ابن عباس في قوله: {مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ} ما تركنا شيئًا إلا قد كتبناه في أم الكتاب، {ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} ، قال: يعني بالحشر: الموت. وعن أبي هريرة في قوله: {إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} ، قال: يحشر الله الخلق كلهم يوم القيامة، البهائم والدواب والطير وكل شيء فبلغ من عدل الله يومئذٍ أن يأخذ الجمّاء والقرناء ثم يقول: كوني ترابًا، فلذلك يقول الكافر: (يا ليتني كنت ترابًا) . وعن أبي ذر قال: بينا أنا عند

<<  <  ج: ص:  >  >>