قال ابن عباس:{وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا} ، قال: علمه أسماء ولده إنسانًا، إنسانًا، والدواب، فقيل: هذا الحمار، هذا الجمل، هذا الفرس.
وقال أيضًا: هي هذه الأسماء التي يتعارف الناس بها: إنسان، ودواب، وسماء، وأرض، وسهل، وبحر، وخيل، وحمار، وأشباه ذلك من الأمم، وغيرها. وقوله تعالى:{ثُمَّ عَرَضَهُمْ} ، أي: المسميات، {عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي} أخبروني، {بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} أني لا أخلق خلقًا إلا وكنتم أفضل وأعلم منه، {قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ} بخلقك، {الْحَكِيمُ} في أمرك، {قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ} فسمى آدم كل شيء، {فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ} ، قال الله تعالى:{أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} الظاهر والخفي ما كان وما يكون كما قال تعالى: {وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} .
{وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ} . قال ابن عباس: مرَّ إبليس على جسد آدم وهو ملقى بين مكة والطائف لا روح فيه، فقال: لأمر
ما خلق هذا! ثم دخل في فيه وخرج من دبره، وقال: إنه خلق لا يتماسك؛ لأنه أجوف. ثم قال للملائكة الذين معه: أرأيتم إن فضِّل هذا عليكم، وأمرتم بطاعته، ماذا تصنعون؟ قالوا: نطيع أمر ربنا. فقال إبليس في نفسه: والله لئن سلطت عليه