عن قتادة:{يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ} ، قال: قد أضللتم كثيرًا من الإنس.
وعن ابن جريج: قوله: {رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ} ، قال: كان الرجل في الجاهلية ينزل الأرض فيقول: أعوذ بكبير هذا الوادي، فذلك استمتاعهم، فاعتذروا يوم القيامة، وأما استمتاع الجن والإنس، فإنه كان فيما ذكر، ما ينال الجن من الإنس من تعظيمهم إيّاهم في استعاذتهم بهم، فيقولون: قد سُدْنا الجن والإنس. وقال محمد بن كعب: هو طاعة بعضهم بعضًا، وموافقة بعضهم لبعض.
وقوله تعالى:{وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} أي: نسلّط بعضهم على بعض. وقال قتادة: يتبع بعضهم بعضًا في النار. وعن ابن عباس: أن الله تعالى إذا أراد بقوم خيرًا ولّى أمرهم خيارهم، وإذا أراد بقوم شرًّا ولّى أمرهم شرارهم. وعن قتادة: فجعل بعضهم أولياء بعض، فالمؤمن وليّ المؤمن أينما كان، والكافر وليّ الكافر حيث كان.