يقول تعالى:{قُلْ} يا محمد لهؤلاء العادلين بربهم الأوثان والأصنام: {إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً} . قال ابن جرير: يقول: مستقيمًا؛ وذكر قراءتين ثم قال: والصواب من القول في ذلك عندي: أنهما قراءتان مشهورتان في قراءة الأمصار متفقتا المعنى، فبأيّهما قرأ القارئ فهو للصواب مصيب، غير أن فتح القاف وتشديد الياء أعجب إليّ لأنه أفصح اللغتين وأشهرهما. وعن قتادة:{وَنُسُكِي} . قال: ذبحي. ... {وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} ، أي: أول المسلمين من هذه الأمة. وقوله تعالى:{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ} ، أي: جعلكم تعمرونها جيلاً بعد جيل، وقرنًا بعد قرن، وخلفًا بعد سلف.
قال ابن زيد وغيره:{وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ} أي: فاوت بينكم في الأرزاق والأخلاق {لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ} أي: ليختبركم فيما أنعم به عليكم، {إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ ... رَّحِيمٌ} ترهيب لمن عصاه، وترغيب لمن أطاعه. والله أعلم.