ذكر عمر شيئًا لا أحفظه، ثم ذكر الجنة فقال: يدخلون فإذا شجرة يخرج من تحت ساقها عينان، قال: فيغتسلون من إحداهما، فتجري عليهم نضرة النعيم، فلا تشعث أشعارهم ولا تغيّر أبشارهم، ويشربون من الأخرى فيخرج كل قذى وقذر أو شيء من بطونهم، قال: ثم يفتح باب الجنة فيقال لهم: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} ، قال: فتستقبلهم الولدان فيحفّون بهم كما تحفّ الولدان بالحميم إذا جاء من غيبة، ثم يأتون فيبشّرون أزواجهم فيسمّونهم بأسمائهم وأسماء آبائهم فيقلن: أنت رأيته؟ قال: فيستخفّهنّ الفرح، قال: فيجئن حتى يقفن على أسكفة الباب قال: فيجيئون فيدخلون، فإذا أسّ بيوتهم بجندل اللؤلؤ، وإذا صروح صفر وخضر وحمر ومن كل لون، وسرر مرفوعة، وأكواب موضوعة، ونمارق مصفوفة، وزرابيّ مبثوثة، فلولا أن الله قدّرها لهم لالتمعت أبصارهم مما يرون فيها، فيعانقون الأزواج ويقعدون على السرر ويقولون:{الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} الآية.
وعن الأغر:{وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} ، قال: نودوا أن صحّوا فلا تسقموا، وخلدوا فلا تموتوا وانعموا فلا تبأسوا. وقال أبو سعيد: ينادي مناد: إن لكم أن تصحّوا فلا تسقموا أبدًا. وبالله التوفيق.