قال ابن كثير: أي: الجميع تحت قهره وتسخيره ومشيئته، ولهذا قال منبهًا:{أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} ، أي: له الملك والتصرف، {تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} .
عن ابن عباس: قوله: {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً} ، قال: السر أنه لا يحب المعتدين في الدعاء ولا في غيره. وقال ابن جريج: يكره رفع الصوت والنداء والصياح بالدعاء، ويأمر بالتضرع والاستكانة. {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا} ، أي: لا تفسدوا فيها بالشرك والمعاصي، {بَعْدَ إِصْلاَحِهَا} ، أي: يبعث الرسل وبيان الشريعة. ... {وَادْعُوهُ خَوْفاً} من عقابه، {وَطَمَعاً} في ثوابه، {إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} .
قال ابن كثير: أي: إن رحمته مُرْصَدة للمحسنين، الذين يتبعون أوامره ويتركون زواجره، كما قال تعالى:{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ} الآية، وقال:{قَرِيبٌ} ولم يقل: قريبة، لأنه ضمن الرحمة معنى الثواب، أو لأنها مضافة إلى الله، فلهذا قال:{قَرِيبٌ
مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} . وقال مطر الورّاق: استنجزوا موعود الله بطاعة الله، فإنه قضى أن رحمته قريب من المحسنين. رواه ابن أبي حاتم.