عن ابن عباس: قوله: {أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا} ، يقول: أو لم يتبيّن لهم. وقال ابن زيد: أو لم نبيّن لهم، {أَن لَّوْ نَشَاء أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ} ، قال: والهدى: البيان الذي بعث هاديًا مبيّنًا حتى يعرفوا، لولا البيان لم يعرفوا.
قال الزجاج: قوله: {وَنَطْبَعُ} : منقطع عما قبله، لأن قوله: ... {أَصَبْنَاهُم} ماضِ، {وَنَطْبَعُ} مستقبل.
عن أُبَيّ بن كعب:{فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ مِن قَبْلُ} ، قال: كان في عمله يوم أقرّوا له بالميثاق.
وقال ابن كثير: الباء سببية، أي: فما كانوا ليؤمنوا بما جاءتهم به الرسل بسبب تكذيبهم بالحق، أول ما ورد عليهم؛ حكاه ابن عطية رحمه الله، وهو متجه حسن، كقوله:{وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ * وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} ولهذا قال هنا: {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلَىَ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ}{وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِم} ، أي: لأكثر الأمم الماضية من عهد {وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ} . والله أعلم.