عن أبي واقد الليثي قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل حنين، فمررنا بسدرة قلت: يا نبي الله اجعل لنا هذه ذات أنواط، كما للكفار ذات أنواط، وكان الكفار ينوطون سلاحهم بسدرة يعكفون حولها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الله أكبر، هذا كما قالت بنو إسرائيل لموسى:{اجْعَل لَّنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} ، إنكم ستركبون سنن الذين من قبلكم» . رواه ابن جرير وغيره. وعن السدي:{إِنَّ هَؤُلاء مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ} ، يقول: مهلك ما هم فيه.
قال البغوي: والتتبير: الإهلاك، {وَبَاطِلٌ} : مضمحل وزائل، ... {مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} ، قال: يعني: موسى: {أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِيكُمْ} ، أي: أبغي لكم وأطلب إلهًا، {وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} ، أي: على عالمي زمانكم؟ وقوله تعالى:{وَإِذْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَونَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ} ، أي: اختبار من الله لكم، وقيل: للإِشارة إلى الإِنجاء، فالبلاء بمعنى المنحة لا المحنة. والله أعلم.