عن ابن عباس: قوله: {أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ} ، قال: أعطني. وعن أبي بكر الهذلي قال: لما تخلّف موسى عليه السلام بعد الثلاثين حتى سمع كلام الله، اشتاق إلى النظر إليه فقال:{رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي} وليس لبشر أن يطيق أن ينظر إليّ في الدنيا، من نظر إليّ مات، قال: إلهي سمعت منطقك، واشتقت إلى النظر إليك، ولأن أنظر إليك ثم أموت أحب إليّ من أن أعيش ولا أراك قال:{فانظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني.
وعن ابن عباس في قول الله: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً} ، قال: ما تجلّى منه إلا قدر الخنصر، {جَعَلَهُ دَكّاً} ، قال: ترابًا، {وَخَرَّ موسَى صَعِقاً} ، قال: مغشيًّا عليه فمرّت به الملائكة، وقد صعق فقالت:
يا ابن النساء الحيّض، لقد سألت ربك أمرًا عظيمًا، {فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ} لا إله إلا أنت، {تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} ، قال: أنا أول من آمن أنه لا يراك أحد من خلقك، يعني: في الدنيا.
عن السدي:{وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ} من الحلال والحرام. وقال سعيد بن جبير: ما أمروا ونهوا عنه.
وعن السدي:{فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ} بجد واجتهاد، {وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا} بأحسن ما يجدون فيها.
وقال ابن عباس: قوله: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ} يريد ألواح التوراة.
وعن مجاهد في قوله:{سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ} ، قال: مصيرهم في الآخرة.
وقال ابن كثير: أي: سترون عاقبة من خالف أمري وخرج عن طاعتي.