للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله عز وجل: {واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (١٦٣) } .

قال ابن عباس: هي قرية. يقال: أيلة بين مدين والطور، على شاطئ البحر، {إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً} ، يقول: ظاهرة على الماء من كل مكان، {وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} .

قال ابن كثير: {كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ} ، أي: نختبرهم بإظهار السمك لهم على ظهر الماء، في اليوم المحرّم عليهم صيده، وإخفائها عنهم في اليوم الحلال لهم صيده. {كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ} نختبرهم، {بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} ، يقول: بفسقهم عن طاعة الله، وخروجهم عنها، وهؤلاء قوم احتالوا على انتهاك محارم الله، بما تعاطوا من الأسباب الظاهرة، التي معناها في الباطن تعاطي الحرام، ثم ذكر حديث أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا ترتكبوا ما ارتكب اليهود فتستحلّوا محارم الله بأدنى الحيل» .

وقال قتادة: أتاهم الشيطان فقال: إنما حرّم عليكم أكلها يوم السبت. وقال ابن عباس: ابتدعوا السبت فابتلوا فيه، فحرّمت عليهم، فكانوا إذا كان يوم السبت شرّعت لهم الحيتان ينظرون إليها في البحر، فإذا انقضى السبت ذهبت فلم تر حتى السبت المقبل، فإذا جاء السبت جاءت شرّعًا،

فمكثوا ما شاء الله أن يمكثوا

<<  <  ج: ص:  >  >>