عن عكرمة قال في:{الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا} ، قال: هو بلعم. وقال ابن مسعود وغيره: هو رجل من مدينة الجبارين وكان يعلم اسم الله الأعظم، وملخص ما ذكره المفسرون: أنه كان مجاب الدعوة، وأن قومه، طلبوه أن يدعو على موسى وقومه فأبى، فلم يزالوا به حتى أجابهم ودعا، فكان يدعو على قومه فقالوا له: ويحك إنك تدعو علينا! فقال: لا أملك إلا ذلك، فاندلع لسانه على صدره فقال: قد ذهبت دنياي وآخرتي ولم يبق إلا المكر والحيلة، فأخرجوا النساء إلى العسكر ومروهن أن لا يمتنعن ممن أرادهن، فإنهم إن زنوا أكفيتموهم، فخرج النساء إلى بني إسرائيل، فزنى رجل من أشرافهم فوقع عليهم الطاعون.
فهلك منهم عشرون ألفًا في ساعة من النهار، وجعل الطاعون يجوس في بني إسرائيل، فأخذ رجل من أشرافهم حربته ثم دخل على الزاني قبته وهما متضاجعان فانتظمهما بحربته، وكانت من حديد كلها، ثم خرج بالرجل والمرأة وجعل يقول: اللهم هكذا يفعل بمن يعصيك، ورفع الطاعون. وعن مجاهد:{فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ} ، قال: تطرده، هو
مثل الذي يقرأ الكتاب ولا يعمل به. وعن ابن عباس: قوله: {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ} الحكمة لم يحملها، وإن ترك لم يهتد لخير، هو الكلب إن كان رابضًا لهث وإن طرد لهث.