عن مجاهد: قوله: {الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ} ، قال: قريظة مالؤوا على محمد يوم الخندق أعداءه. وعن ابن عباس: قوله: {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ} يقول: نكّل بهم من وراءهم.
وقال البغوي:{وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ} معاهدين، {خِيَانَةً} بما يظهر لكم من آثار الغدر، كما ظهر من قريظة والنضير، {فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ} فاطرح إليهم عهدهم، {عَلَى سَوَاءٍ} ، يقول: أعلمهم قبل حربك إياهم أنك قد فسخت العهد بينك وبينهم، حتى تكون أنت وهم في العلم بنقض العهد سواء، فلا يتوهّمون أنك نقضت العهد بنصب الحرب معهم، {إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ} . وعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:«من كان بينه وبين قوم عهد فلا يحلّن عقدة ولا يشدّها، حتى ينقضي أمدها أو ينبذ إليهم على سواء» . رواه أحمد وغيره.