قال ابن كثير: يقول تعالى: إذا خفت من قوم خيانة، فانبذ إليهم عهدهم على سواء، فإن استمرّوا على حربك ومنابذتك فقاتلهم، {وَإِنْ جَنَحُوا} ، أي: مالوا {لِلسَّلْمِ} ، أي: المسالمة، والمصالحة، والمهادنة. {فَاجْنَحْ لَهَا} ، أي: فمل إليها، واقبل منهم ذلك، لهذا لما طلب المشركون عام الحديبية الصلح ووضع الحرب بينهم وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجابهم إلى ذلك، مع ما اشترطوا من الشروط الأخر. انتهى.
وعن ابن إسحاق:{وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ} هو من وراء ذلك، {هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ} على الهدى الذي بعثك به إليهم، {لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ} بدينه الذي جمعهم عليه. يعني: الأوس والخزرج. وقال ابن مسعود:(نزلت هذه الآية في المتحابّين في الله) .