إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا هو وأبو بكر قاعدان يبكيان فقلت: يا رسول الله أخبرني من أيّ شيء تبكي أنت وصاحبك؟ فإن وجدت بكاء بكيت، وإن لم أجد بكاء تباكيت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أبكي للذي عرض عليّ أصحابكم في أخذهم الفداء، ولقد عرض عليّ عذابكم أدنى من هذه الشجرة» ، شجرة قريبة من رسول الله، فأنزل الله عز وجل:{مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ} إلى قوله: {حَلاَلاً طَيِّباً} وأحلّ الله الغنيمة لهم.
وعن الحسن في قوله:{لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللهِ سَبَقَ} الآية. قال: إن الله كان مطعم هذه الأمة الغنيمة، وأنهم أخذوا الفداء من أسارى بدر قبل أن يؤمروا به، قال: فعاب الله ذلك عليهم ثم أحلّه الله.
عن ابن عباس: قوله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى} إلى قوله: {وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} يعني: بذلك من أسر يوم بدر يقول: إن علمتم بطاعتي ونصحتم لرسولي آتيتكم خيرًا مما أخذ منكم وغفرت لكم، قال: وكان العباس أسر يوم بدر فافتدى نفسه بأربعين أوقية، من ذهب،
فقال العباس حين نزلت هذه الآية: لقد أعطاني الله خصلتين ما أحبّ أنّ لي بهما الدنيا: أني أسرت يوم بدر ففديت نفسي بأربعين أوقية فآتاني أربعين عبدًا، وأنا أرجوا المغفرة التي وعدنا الله.