وقال البغوي: فالفتنة في الأرض قوة الكفر، والفساد الكبير ضعف الإِسلام.
وقال ابن كثير: أي: إن لم تجانبوا المشركين وتوالوا المؤمنين، وإلا وقعت فتنة في الناس، وهو التباس الأمر، واختلاط المؤمنين بالكافرين، فيقع بين الناس فساد منتشر عريض طويل.
المهاجرون على طبقتين: أهل الهجرة الأولى، وهم: السابقون الأولون الذين هاجروا قبل صلح الحديبية، والطبقة الثانية: الذين هاجروا بعد الحديبية وقبل الفتح، كما قال تعالى:{لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} .
وقوله تعالى:{وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} . قال قتادة: كان لا يرث الأعرابيّ المهاجر حتى أنزل الله: {وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ} واستدل بعموم الآية على توريث الخال ونحوه من ذوي الأرحام.
وقال ابن كثير:(الآية عامة تشمل جميع القرابات) . انتهى. والله أعلم.