للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وِأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٧٠) } .

عن مجاهد في قول الله: {وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ} ، قال: لا يبسطونها بنفقة في حق. وقال قتادة: يقبضون أيديهم عن كل خير. {نَسُواْ اللهَ فَنَسِيَهُمْ} نسوا من الخير ولم ينسوا من الشر.

وقوله تعالى: {كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ} .

قال البغوي: أي: فعلتم كفعل الذين من قبلكم بالعدول عن أمر الله، فلعنتم كما لعنوا. وقال ابن عباس: ما أشبه الليلة بالبارحة، {كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ} هؤلاء بنو إسرائيل شبّهنا بهم. وعن الحسن: {فَاسْتَمْتَعُواْ بِخَلاقِهِمْ} ، قال: بدينهم.

وقال البغوي: فتمتّعوا وانتفعوا {بِخَلاقِهِمْ} بنصيبهم من الدنيا باتباع الشهوات، رضوا به عوضًا عن الآخرة {فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ} أيها الكفار والمنافقون {كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ} وسلكتم سبيلهم {وَخُضْتُم} في الباطل والكذب على الله وتكذيب رسله والاستهزاء بالمؤمنين {كَالَّذِي خَاضُوا} أي: كما خاضوا. وساق حديث أبي سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لتتبعن سنن من قبلكم شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضبّ تبعتموهم» . قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: «فمن» .

قوله عز وجل: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ

<<  <  ج: ص:  >  >>