عن مجاهد في قول الله:{وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ} ، قال: لا يبسطونها بنفقة في حق. وقال قتادة: يقبضون أيديهم عن كل خير. {نَسُواْ اللهَ فَنَسِيَهُمْ} نسوا من الخير ولم ينسوا من الشر.
وقوله تعالى:{كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ} .
قال البغوي: أي: فعلتم كفعل الذين من قبلكم بالعدول عن أمر الله، فلعنتم كما لعنوا. وقال ابن عباس: ما أشبه الليلة بالبارحة، {كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ} هؤلاء بنو إسرائيل شبّهنا بهم. وعن الحسن:{فَاسْتَمْتَعُواْ بِخَلاقِهِمْ} ، قال: بدينهم.
وقال البغوي: فتمتّعوا وانتفعوا {بِخَلاقِهِمْ} بنصيبهم من الدنيا باتباع الشهوات، رضوا به عوضًا عن الآخرة {فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ} أيها الكفار والمنافقون {كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ} وسلكتم سبيلهم {وَخُضْتُم} في الباطل والكذب على الله وتكذيب رسله والاستهزاء بالمؤمنين {كَالَّذِي خَاضُوا} أي: كما خاضوا. وساق حديث أبي سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لتتبعن سنن من قبلكم شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضبّ تبعتموهم» . قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال:«فمن» .
قوله عز وجل: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ