قال كعب بن مالك في حديثه المشهور: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من تبوك جلس للناس، فلما فعل ذلك جاءه المخلّفون فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له، وكانوا بضعة وثمانين رجلاً، فقبل منهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علانيتهم ووكّل سرائرهم إلى الله؛ وصَدَقْتُه حديثي، فوالله ما أنعم الله عليّ من نعمة قطّ بعد أن هداني للإسلام، أعظم في صدقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أن لا أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوا، إن الله قال للذين كذبوا حين أنزل الوحي شرّ ما قال لأحد:{سَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ