يقول تعالى:{وَاتْلُ} يا محمد {عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ} ، أي: خَبَرَه مع قومه {إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ} ، أي: عظم وثقل، {عَلَيْكُم مَّقَامِي} مكثي فيكم وطول عمري، {وَتَذْكِيرِي} ووعظي، {بِآيَاتِ اللهِ} فعزمتم على قتلي وطردي {فَعَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ} ، أي: أحكموا أمركم واعزموا عليه، {وَشُرَكَاءكُمْ} ، أي: وادعوا شركاؤكم. أي: آلهتكم التي تدعون من دون الله فاستعينوا بها معكم، فإنها لا تضر ولا تنفع، {ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً} ، أي: خفيًّا مبهمًا، {ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ} أي: مهمًا قدرتم فافعلوا، فإني واثق بنصر الله.
{فَإِن تَوَلَّيْتُمْ} أعرضتم عن قولي ولم تقبلوا نصحي، {فَمَا سَأَلْتُكُم} على تبليغ الرسالة والدعوة، {مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} أي: وأنا ممتثل ما أمرت به من الإسلام لله عز وجل.