قال عبد الله بن شداد: (اجتمع يعقوب وبنوه إلى يوسف، وهم اثنان وسبعون، وخرجوا مع موسى من مصر حين خرجوا وهم ستمائة ألف، فلما أدركهم فرعون فرأوه قالوا: يا موسى أين المخرج؟ فقد أدركنا، قد كنا نلقى من فرعون البلاء؛ أوحى الله إلى موسى:{أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} ويبس لهم البحر، وكشف الله عن وجه الأرض، وخرج فرعون على فرس حصان أدهم، وكانت تحت جبريل عليه السلام فرس وديق، وميكائيل يسوقهم، لا يشذّ رجل منهم إلا ضمه إلى الناس، فلما خرج آخر بني إسرائيل دنا منه جبريل ولصق به، فوجد الحصان ريح الأنثى، فلم يملك فرعون من أمره شيئًا وقال: أقدموا فليس القوم أحق بالبحر منكم، ثم أتبعهم فرعون حتى إذا همّ أوّلُهم أن يخرجوا ارتطم ونادى فيها:{آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} ونودي: {آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} ؟ .
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لما قال فرعون: آمنت أنه لا إله إلا الذي آمن به بنو إسرائيل، قال: قال لي جبريل: لو رأيتني وقد أخذت من حال البحر فدسسته في فيه، مخافة أن تناله الرحمة» . رواه أحمد وغيره،