قال ابن جرير في تفسير قوله تعالى:{وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ} ، يقول تعالى ذكره: ولا تدع يا محمد من دون معبودك وخالقك شيئًا لا ينفعك في الدنيا ولا في الآخرة، ولا يضرك في دين ولا دنيا، يعني: الآلهة والأصنام يقول: لا تعبدها راجيًا نفعها وخائفًا ضرها، فإنها لا تنفع ولا تضر، فإن فعلت ذلك فدعوتها من دون الله، {فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ} ، يقول: من المشركين بالله الظالم لنفسه.
وقال ابن كثير:{وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ} ، أي: وما أنا موكل بكم حتى تكونوا مؤمنين به، وإنما أنا نذير لكم، والهداية على الله تعالى.
وقوله:{وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ} ، أي: تمسك بما أنزل الله عليك وأوحاه إليك، {وَاصْبِرْ} على مخالفة من خالفك من الناس، ... {حَتَّىَ يَحْكُمَ اللهُ} ، أي: يفتح بينك وبينهم {وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} أي: خير الفاتحين بعدله وحكمته. والله أعلم.