وعن ابن جريج: قال نوح: {يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيَ} قال: قد عرفتها وعرفت بها أمره، وأنه لا إله إلا الله هو {وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ} الإسلام والهدى والإيمان والحكم والنبوة. {فَعُمِّيَتْ} .
قال البغوي: أي: شبّهت وألبست عليكم، {أَنُلْزِمُكُمُوهَا} ، أي: البيّنة والرحمة، {وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ} لا تريدونها؟ قال قتادة: لو قدر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أن يلزموا قومهم لألزموا، ولكن لم يقدروا.
وعن ابن جريج: قوله: {وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللهِ} التي لا يفنيها شيء فأكون إنما أدعوكم لتتبعوني عليها لأعطيكم منها، {وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ} نزلت من السماء برسالة، ما أنا إلا بشر مثلكم، {وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ} ولا أقول: اتبعوني على علم الغيب.
وقوله تعالى:{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ} ، أي: يقول المشركون: افترى محمد هذا الخبر، {قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي} ، أي: إثمي، {وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرَمُونَ} بتكذيبكم هذا القرآن وليس بمفترى.