خَرَجَ مَعَهُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى الأَمِيرِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ، قَالَ: فُلانُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مِثْلُ هَذَا فَلْيُشَرْ بِهِ، قَدْ وَلَّيْنَاكَ قَضَاءَ الْكُوفَةِ، قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ قَاضِيًا.
قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: اخْتَارَ ذَاكَ لِدِينِهِ، وَاخْتَارَ هَذَا لِدُنْيَاهُ
١٦١ - وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ مِنْ فُتْيَا ابْنِ أَبِي لَيْلَى، فَأَبَى أَنْ يُجِيبَهُ لِئَلا يَجِيءَ بِهِ، وَذَاكَ أَنَّ ابْنَ أَبِي لَيْلَى كَانَ عَلَى الْقَضَاءِ.
١٦٢ - وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ الْخَلِيلِ يَقُولُ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ شُرَيْحًا اسْتَقْبَلَهُ رَجُلٌ عَلَى ظَهْرِ الطَّرِيقِ، فَقَالَ: يَا أَبَا أُمَيَّةَ، كَبِرَتْ سِنُّكَ، وَرَقَّ جِلْدُكَ، وَارْتَشَى أَهْلُكَ، قَالَ: أَوَ كَذَاكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: لا تَسْتَقْبِلْنِي أَنْتَ وَلا غَيْرُكَ بِهَذَا الْكَلامِ أَبَدًا.
قَالَ: فَمَضَى حَتَّى دَخَلَ عَلَى الْحَجَّاجِ فَاسْتَعْفَاهُ، وَشَكَى إِلَيْهِ ضَعْفَهُ، وَكِبَرَ سِنِّهِ، فَقَالَ: لَسْتُ أُعْفِيكَ حَتَّى تُشِيرَ عَلَيَّ بِرَجُلٍ أُصَيِّرُهُ مَكَانَكَ، قَالَ: أَفْعَلُ، قَالَ: مَنْ؟ قَالَ: أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى، فَاسْتَقْضَاهُ، وَأَعْفَى شُرَيْحًا، فَلَقِيَهُ الشَّعْبِيُّ بَعْدُ، فَقَالَ: أَلا أَشَرْتَ بِي، قَالَ: خَيْرٌ لَكَ إِذْ لَمْ أَفْعَلْ.
١٦٣ - سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ شَدَّادٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ حَسَنَ بْنَ زِيَادٍ بِطَرَسُوسَ يَقُولُ: لَمَّا مَاتَ أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي، قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: فِيكُمُ السَّاعَةَ أَحَدٌ يُغْبِطُهُ؟
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute