الْعَسْكَرِيُّ نَزِيلُ الْبَصْرَةِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدُ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الْعَسْكَرِيُّ، قَالَ، وَأَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَرْبٍ الْعَسْكَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ بَكَّارٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ عُمَرَ النَّحْوِيِّ، قَالَ: أَقْبَلْتُ مُجَرْمِزًا حَتَّى أَقْعَيْتُ عِنْدَ الْحَسَنِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " قَرَأَ هَذَا الْقُرْآنَ ثَلَاثَةُ رِجَالٍ: فَرَجُلٌ قَرَأَهُ فَاتَّخَذَهُ بِضَاعَةً فَنَقَلَهُ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ وَمِنْ مِصْرٍ إِلَى مِصْرٍ يَبْتَغِي مَا عِنْدَ النَّاسِ، وَقَوْمٌ قَرَءُوهُ فَثَقِفُوهُ كَمَا يَثْقِفُ الْقَدَحُ أَقَامُوا حَرْفَهُ وَضَيَّعُوا حُدُودَهُ وَاسْتَدَرُّوا بِهِ مَا عِنْدَ الْوُلَاةِ وَاسْتَطَالُوا بِهِ عَلَى النَّاسِ، يَقُولُ أَحَدُهُمْ: وَاللَّهِ مَا أُسْقِطَ مِنَ الْقُرْآنِ حَرْفًا، وَمَتَى كَانَتِ الْقُرَّاءُ كَذَا مَا لَهُمْ كَثَّرَ اللَّهُ بِهِمُ الْقُبُورَ وَأَخْلَى مِنْهُمُ الدُّورَ، وَقَوْمٌ قَرَءُوا الْقُرْآنَ فَوَضَعُوهُ عَلَى الْقُلُوبِ فَهَمَتْ لِذَلِكَ أَعْيُنُهُمْ وَذَبُلَتْ شِفَاهُهُمْ وَأَسْهَرُوا لَيْلَهُمْ وَأَظْلَمُوا نَهَارَهُمْ وَخَنُّوا فِي بَرَانِسِهِمْ وَبَكَرُوا فِي مَحَارِيبِهِمْ فَبِهِمْ يُسْقَى الْغَيْثُ، وَبِهِمْ يَدْفَعُ اللَّهَ اللَّأْوَاءَ، وَبِهِمْ يَقْضِي اللَّهُ عَلَى الْأَعْدَاءِ، واللَّهُ لِهَذَا الضَّرْبِ مِنَ الْقُرَّاءِ أَعَزُّ مِنَ الْكِبْرِيتِ الْأَحْمَرِ "، قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: قَوْلُ عِيسَى أَقْبَلْتُ مُجَرْمِزًا، الَمُجَرْمِزُ: الْمُجْتَمِعُ المُنْقَبِضُ مِنْ قَوْلِهِمْ جَمَعَ جَرَامِيزَهُ، أَقْعَيْتُ، يَعْنِي جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي، والْإِقْعِاءُ الِاسْتِيفَارُ، وَقَوْلُ الْحَسَنِ: وَخَنُّوا فِي بَرَانِسِهِمْ، الْخَنِينُ: تَرَدُّدُ الْبُكَاءِ فِي الْأَنْفِ.
٤٣٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْرَفِيُّ الْخُرَاسَانِيُّ، بِأَصْفَهَانَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِهَا فِي جَامِعِهَا، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ فُورَكٍ الْمُقْرِيُّ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاثِ مِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَاصِمٍ الْأَنْطَاكِيِّ، قَالَ «تَلَذَّذْتِ الْجَوَارِحُ بِذِكْرِهَا وَهَشَّتِ الْأَبْدَانُ لِاسْتِمَاعِهَا، وَوَضَحَتْ لِلْعُقُولِ حَقَائِقُهَا، وَهَانَ عَلَى السَّامِعِ وَعْيُهَا، مُسْتَأْنِسَةٌ إِلَيْهَا أَرْوَاحُ الْمُوقِنِينَ، مُطْمَئِنَّةٌ إِلَيْهَا أَنْفُسُ الْمُتَّقِينَ، وَالِهَةٌ إِلَيْهَا أَبْصَارُ الْمُفَكِّرِينَ، قَنِعَةٌ بِهَا قُلُوبُ الْمُسْتَبْصِرِينَ، مُتَنَاهِيَةٌ إِلَيْهَا أَوْهَامُ الْمُتَوَهِّمِينَ، سَاكِنٌ إِلَيْهَا فِكْرُ النَّاظِرِينَ، مُسْتَبْشِرٌ بِهَا إِخْلَاصُ الصِّدِّيقِينَ، كَلِمَةٌ خَفَّ عَلَى الْقُلُوبِ مَحْمَلُهَا، وَلَانَ عَلَى الْجَوَارِحِ لَفْظُهَا، وَسَلِسَ عَلَى الْأَلْسُنِ تِرْدَادُهَا، وَعَذُبَ عَلَى اللَّهَوَاتِ مَقَالَتُهَا، وَبَرَدَ عَلَى الْأَكْبَادِ لَذَاذَتُهَا» .
يَعْنِي بِذَلِكَ الْقُرْآنَ.
٤٣٥ - وَبِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الْإِمَامُ الْأَجَلُّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ إِمْلَاءً مِنْ لَفْظِهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِأَصْفَهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ قَرَأَ مِائَةَ آيَةٍ فِي لَيْلَةٍ كُتِبَ لَهُ قُنُوتُ لَيْلَةٍ»
٤٣٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَيْلَانَ، بِقِرَاءَتِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute