عَشَرَةٍ احْتَفِظْ بِهِنَّ، وَاعْمَلْ فِيهِنَّ جَهْدَكَ، فَأَوَّلُ ذَلِكَ: مَنْ يَدَّعِي مَعَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَالَةً تُخْرِجُهُ عَنْ حَدِّ عِلْمِ الشَّرْعِ , فَلَا تَقْرَبَنَّ مِنْهُ.
والثَّانِيَةُ: مَنْ رَأَيْتَهُ إِلَى غَيْرِ أَبْنَاءِ جِنْسِهِ , وَخَالَطَهُمْ , فلَا تَقْرَبَنَّهُ.
وَالثَّالِثَةُ: مَنْ رَأَيْتَهُ يَسْكُنُ إِلَى الرِّئَاسَةِ , وَالتَّعْظِيمِ , فَلَا تَقْرَبَنَّ مِنْهُ , وَلَا تَرْجُو فَلَاحَهُ.
والرَّابِعَةُ: فَقِيرٌ رَجَعَ إِلَى الدُّنْيَا إِنْ مِتَّ جُوعًا أَوْ ضُرًّا فَلَا تَقْرَبَنَّ مِنْهُ وَلَا تَرْتَفِقَنَّ بِهِ , وإِنْ أَرْفَقَكَ، فَإِنْ رَفِقْتَهُ , تَقَسَّى قَلْبُكَ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا.
والْخَامِسَةُ: مَنْ رَأَيْتَهُ مُسْتَغْنِيًا بِعِلْمِهِ فَلَا تَأْمَنَّ جَهْلَهُ.
والسَّادِسَةُ: مَنْ رَأَيْتَهُ مُدَّعِيًا حَالَةً بَاطِنَةً لَا يَدُلُّ عَلَيْهَا , وَلَا يَشْهَدُ عَلَيْهَا حِفْظُ ظَاهِرِهِ , فَاتَّهِمْهُ عَلَى دِينَكَ.
وَالسَّابِعَةُ: مَنْ رَأَيْتَهُ يَرْضَى عَنْ نَفْسِهِ وَيَسْكُنُ إِلَى وَقْتِهِ فَاعْلَمْ أَنَّهُ مَخْدُوعٌ فَاحْذَرْهُ أَشَدَّ الْحَذَرِ.
وَالثَّامِنَةُ: مَنْ رَأَيْتَهُ مِنَ الْمُزِيدِينَ يَسْمَعُ الْقَصَائِدَ وَيَمِيلُ إِلَى الرَّفَاهِيَةَ فَلَا تَرْجُوَنَّ خَيْرَهُ.
وَالتَّاسِعَةُ: فَقِيرٌ لَا تَرَاهُ عِنْدَ السَّمَاعِ حَاضِرًا فَاتَّهِمْهُ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ مُنِعَ مِنْ بَرَكَاتِ ذَلِكَ , لِتَشَوش سِرِّهِ , وتَبْدِيدِ هَمِّهِ.
والْعَاشِرَةُ: مَنْ رَأَيْتَهُ مُطْمَئِنًّا إِلَى أَصْدِقَائِهِ وَإِخْوَانِهِ مُدَّعِيًا لِكَمَالِ الْخُلُقِ بِذَلِكَ فَاشْهَدْ لَهُ بِسَخَافَةِ عَقْلِهِ , وَوَهَنِ دِيَانَتِهِ.
١٤١١ - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْحَسَنابَاذِي، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حِبَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ نُوحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيُّوَيْهِ، قَالَ: إِنِّي لَوَاقِفٌ بِبَابِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ , فَسَلَّمَ، فَقَالَ يَا رَجَاءُ: عَلَيْكَ بِالْمَعْرُوفِ وَعَوْنِ الضَّعِيفِ، يَا رَجَاءُ: مَنْ كَانَ لَهُ مَنْزِلَةٌ , ثَبَّتَ قَدَمَيْهِ الْحِسَابُ، يَا رَجَاءُ: إِنَّهُ مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ , كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي حَاجَتِهِ، يَا رَجَاءُ: إِنَّ مَنْ أَحَبِّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَرَحًا تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ , ثُمَّ فَقَدَهُ، فَكَانَ رَجَاءٌ يَرَى أَنَّهُ الْخَضِرُ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
١٤١٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ شَاهِينٍ الْوَاعِظُ , بِقَرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليُّ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَعْبَةُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَرَدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَى ابْنُ عُمَرَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ قَدْ " حَمَلَ أُمَّهُ , وَهُوَ يَطُوفُ بِهَا حَوْلَ الْبَيْتِ , وَهُوَ يَقُولُ:
إِنِّي لَهَا بَعِيرُهَا الْمُدَلَّلُ ... إِنْ ذُعِرَتْ رِكَابُهَا لَمْ أُذْعَرْ
أَحْمِلُهَا مَا حَمَلَتْنِي أَكْثَرْ
مَا تَرَى يَا ابْنَ عُمَرَ: جَزَيْتُهَا؟ قَالَ: لَا ولَا بِرَجْرَجَةٍ وَاحِدَةٍ، ثُمَّ طَافَ , ثُمَّ صَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ "
١٤١٣ - قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ، بِقَرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حِبَّانَ، قَالَ: