لَكَ طُوبَى لَكَ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، غَدًا إِذَا كُشِفَ الْغِطَاءُ , فَأَقْضَيْتَ إِلَى جَسِيمِ ثَوَابِ رَبِّكَ الْكَرِيمِ، فَإِذَا نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ , سَقَاهُ رَبُّهُ تَعَالَى عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسِهِ شَرْبَةً مِنْ حِيَاضِ الْفِرْدَوْسِ، وَيُهَوِّنُ عَلَيْهِ سَكْرَةَ الْمَوْتِ , حَتَّى مَا يَجِدُ لِلْمَوْتِ أَلَمًا، وَيَظَلُّ فِي قَبْرِهِ رَيَّانَ، وَيَخْرُجُ مِنْ قَبْرِهِ رَيَّانَ، وَيَظَلُّ فِي الْمَوْقِفِ رَيَّانَ , حَتَّى يَرِدَ حَوْضَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَإِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ شَيَّعَهُ سَبْعُونَ أَلْفِ مَلَكٍ، مَعَهُمُ النَّجَائِبُ مِنَ الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ، وَمَعَهُمْ طَرَائِفُ الْحُلِيِّ وَالْحُلَلِ، فَيَقُولُونَ لَهُ: يَا وَلِيَّ اللَّهِ الْتَجِئْ إِلَى رَبِّكَ الَّذِي أَطْيَبَ لَهُ نَهَارُكَ وَانْحَلَّتْ لَهُ جِسْمُكَ، فَهُوَ مِنْ أَوَّلِ النَّاسِ دُخُولًا جَنَّاتِ عَدْنٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ الْفَائِزِينَ الَّذِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ.
قَالَ: فَإِنْ كَانَ لَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ يَصُومُهُ صَدَقَةٌ عَلَى قَدْرِ قُوَّتِهِ يَتَصَدَّقُ بِهَا , فَهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ثَلَاثًا، لَوِ اجْتَمَعَ جَمِيعُ الْخَلَائِقِ عَلَى أَنْ يَقْدُرُوا مَا أُعْطِيَ ذَلِكَ الْعَبْدُ مِنَ الثَّوَابِ , مَا بَلَغُوا مِعْشَارَ الْعُشْرِ مِمَّا أُعْطِيَ ذَلِكَ الْعَبْدُ مِنَ الثَّوَابِ "
١٨٦٢ - أَخْبَرَنَا الشَّرِيفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَسَنِيِّ الْكُوفِيِّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِي مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عِيسَى الْعَلَوِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُؤَمِّلِ النَّاقِدُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ قَيْسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْإِمَامِ الشَّهِيدِ أَبِي الْحُسَيْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ مَنْ قَدَّمَ أَمْرَ اللَّهِ أَمَامَ نَفْسِهِ , وَقَلْبِهِ، فَدَأَبَ عَلَى الطَّاعَاتِ , وَاجْتَنَبَ الْمُنْكَرَاتِ , وَسَارَعَ إِلَى الْخَيْرَاتِ، لَيْسَ بِالْغَافِلِ , وَلَا بِسَاهِي، وَلَا الزَّائِغِ، وَلَا الْجَافِي عَنِ الْحَقِّ، وَلَا الرَّاتِعِ في الباطل، شكور لله صبور على الأذى في جنب الله، يوالي لله ويعادي لله، يَقُولُ الْحَقَّ لَا تَأْخُذُهُ لَوْمَةُ لَائِمٍ، ثُمَّ قَالَ: وَسَمِعْتُ الْإِمَامَ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى مَا ابْتَدَأَنَا مِنْ نِعْمَةٍ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى مَا أَلْهَمَنَا مِنْ حَمْدِهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى جَمِيعِ لُطْفِهِ بِنَا , وَأَيَادِيهِ عِنْدَنَا، وَإِنَّا لَا نَبْلُغُ مُنْتَهَى الْحَمْدِ الْوَاجِبِ لَكَ أَبَدًا، إِذَا كَانَ حَمْدُنَا إِيَّاكَ عَلَى مَا عَرَفْنَاهُ مِنْ نِعْمَةٍ حَادِثَةٍ يَجِبُ حَمْدُكَ عَلَيْهَا وَشُكْرُكَ بِهَا، فَنَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ أَنْ تُوزِعَنَا أَنْ نَحْمَدَكَ , وَنَشْكُرَكَ , وَنَرْعَى أَيَادِيَكَ وَمِنَنَكَ , فَنُطِيعَكَ فِيمَا أَمَرْتَنَا، وَنَنْتَهِيَ عَنْ جَمِيعِ الَّذِي نَهَيْتَنَا عَنْهُ فَنَكُونَ مِنْ عِبَادِكَ الْمُسْتَخْلَصِينَ لِذِكْرِكَ , وَعِبَادَتِكَ، وَالْمُخْبِتِينَ لَكَ، وَالْمُسْتَجِيبِينَ إِلَى دَعْوَتِكَ، الْخَالِدِينَ فِي دَارِ السَّلَامِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute