للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الْعَنْزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُسْلِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيلُ بْنُ عَدِيٍّ الْكُونِيُّ، وَعِدَادُهُ فِي بَنِي رَبِيعَةَ مِنْ بَنِي شَيْبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " كُنَّا ثَلَاثَةَ إِخْوَةٍ لَنَا إِبِلٌ , وَخَيْرٌ كَثِيرٌ، فَقَسَّمْنَاهُ، فَمَا زِلْتُ أُنْفِقُ مَالِي، وَأُفَرِّقُهُ فِي النَّوَائِبِ وَالْحُقُوقِ , حَتَّى لَمْ يَبْقَ , إِلَّا ثَلَاثُونَ نَاقَةً، قَالَ: فَلَمَّا كَانَتْ ذَاتَ يَوْمٍ , قَالَتْ لَهُ ابْنَةٌ لَهُ يُقَالُ لَهَا: صَيْدَا، وَكَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ النِّسَاءِ: يَا أَبَتِ أَتْلَفْتَ مَالَكَ وَذَهَبْتَ بِهِ , فَلَمْ يَبْقَ , إِلَّا ثَلَاثُونَ نَاقَةً، فَأَيْنَ تَقَعُ مِنْ أَهْلِكَ وَنَوَائِبِكَ؟ قَالَ: فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّيْلِ , سَهِرَ لِقَوْلِهَا، وَأَنْشَدَ:

فَكَيْفَ يَنَامُ اللَّيْلَ مَنْ جُلَّ مَالِهِ ... ثَلَاثُونَ فِيهَا أَهْلُهُ وَالنَّوَائِبُ

فَإِنْ أَنَا لَمْ أَكْسِبْ شِيَابًا حَلُوبَةً ... وَصَيْدَاءَ فَارْتَمَّتْ عِظَامِي الثَّعَالِبُ

قَالَ وَالشَّيَّابُ: ابْنُهُ، وَصَيْدَا: ابْنَتُهُ، فَسَمِعَتِ ابْنَتُهُ هَذَا الْبَيْتَ، فَحَسِبَتْ أَنَّهُ يَخْرُجُ لِلطَّلَبِ , وَمَا تَدْرِي مَا يَكُونُ مِنْهُ، فَصَارَتْ إِلَى أَحَدِ عَمَّيْهَا , فَلَمْ تُصَادِفْهُ فِي الْمَنْزِلِ، فَنَزَلَتْ عِنْدَ ابْنَتِهِ، وَجَاءَ الْعَمُّ , فَقَالَ لِابْنَتِهِ: مَنْ عِنْدَكِ؟ قَالَتْ: صَيْدَاءُ، قَالَ: لَا تَخَافِي يَا بُنَيَّةُ قِفِي مَكَانَكِ، وَأَمَرَ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهَا، وَصَارَ يَعْنِي: الْعَمَّ إِلَى أخَيِهِ، فَقَالَ لَهُ: مَا جَاءَ بِكَ؟ ، قَالَ: هَذِهِ صَيْدَاءُ فِي الْبَيْتِ , فَعَظُمْ عَلَى الْعَمِّ , لِصِيَانَتِهِمْ لَهَا، وَقَالَ: مَا جَاءَ بِهَا؟ فَقَصَّ الْقِصَّةَ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَخِي: هَذِهِ مِائَةُ نَاقَةٍ قَدْ بَذَلْتُهَا مِنْ مَالِي بِأَعْبَدِهَا , فَمُرْ بِمِثْلِهَا، فَأَمَرَ لَهَا بِمِثْلِهَا وَافِرًا , فَصَارَ إِلَيْهَا، فَقَالَ يَا بُنَيَّةُ: قَدْ أَقَرَّ اللَّهُ عَيْنَكِ بِأَبِيكِ، فَانْطَلِقِي بِهَذِهِ إِلَيْهِ، وَقُولِي لَهُ: قَالَ: فَجَاءَتْ تَسُوقُ بِهَا، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ ، فَأَخْبَرَتْهُ الْخَبَرَ، فَأَقَامَ , وَسَكَتَ "

٢٧١٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ , بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّاءَ بْنِ حَيَوَيْهِ الْخَرَّازُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشُّكْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَعْدٍ الْوَرَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ يَزِيدَ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ الْجُمَحِيُّ، قَالَ: خَرَجَ الْفَرَزْدَقُ يُرِيدُ الشَّامَ يَزُورُ بَني أُمَيَّةَ، وَبَاتَ بِامْرَأَةٍ مِنَ الْغَوْثِ بْنِ أَدَدَ مِنْ طَيِّءَ , فَوَقَرَ فِي مَسَامِعِهَا مِنْ كَلَامِ الْفَرَزْدَقِ مَا لَمْ تَسْمَعْ مِثْلَهُ، قَالَ: فَقَالَتْ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ الشَّامَ لِبَعْضِ مَا كُنْتُ أَزُورُ لَهُ بَنِي أُمَيَّةَ، قَالَتْ: فَهَلْ لَكَ أَنْ تُقَصِّرَ خَطْوَتَكَ وَتُصِيبَ حَاجَتَكَ؟ قَالَ: أَنَا إِذًا كَالْمَطْمُورِ بِأَرْضِهِ، فَمَا ذَاكَ؟ قَالَتْ: هَا هُنَا سَاعٍ مِنْ سُعَاةِ الْعَرَبِ إِنْ أَتَيْتَهُ أَغْنَاكَ، قَالَ: وَمَا عَسِيتُ أَنْ يَصْنَعَ بِي سَاعٍ مِنْ سُعَاةِ الْعَرَبِ؟ فَقَالَتْ: أَدْنَى ذَلِكَ أَنْ تُصِيبَ وَصْلَةً إلى حاجتك، قَالَ: فَوَقَعَ الْكَلَامُ بِمُوَافَقَةِ أَبِي فِرَاسٍ، فَغَدَا عَلَيْهِ , وَهُوَ يَصْدِفُ عَلَى الْمَاءِ , فَانْتَسَبَ إِلَيْهِ , وَتَعَرَّفَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: اجْلِسْ، فَلَمَّا فَرَغَ , أَعْطَاهُ مِائَةً وَعِشْرِينَ بِرَعَاتِهَا، قَالَ: فَأْقبَلَ يُوَدِّعُهُ، فَقَالَ لَهُ: قُمْ , فَلَأُعْطِيَّنَّكَ جَمِيعَ مَا أَحْتَنِي قَالَ:

<<  <  ج: ص:  >  >>