إِقْبَالِ هَذَا الدِّينِ أَنْ تَفْقِهَ الْقَبِيلَةُ بِأَسْرِهَا , حَتَّى لَا يَبْقَى , إِلَّا الْفَاسِقُ , أَوِ الْفَاسِقَانِ ذَلِيلَيْنِ، فَهُمَا إِنْ تَكَلَّمَا , قُهِرَا وَاضُطُّهِدَا، وَإِنَّ مِنْ إِدْبَارِ هَذَا الدِّينِ أَنْ تَجْفُوَ الْقَبِيلَةُ بِأَسْرِهَا فَلَا يَبْقَى فِيهَا , إِلَّا الْفَقِيهُ وَالْفَقِيهَانِ ذَلِيلَيْنِ قُهِرَا وَاضِطُّهِدَا، وَلَعَنَ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَةِّ أَوَّلَهَا، أَلَا وَعَلَيْهِمْ حَلَّتِ اللَّعْنَةُ حَتَّى يَشْرَبُوا الْخَمْرَ عَلَانِيَةً، حَتَّى تَمُرَّ الْمَرْأَةُ بِالْقَوْمِ , فَيَقُومُ إِلَيْهَا بَعْضُهُمْ , فَيَرْفَعُ بِذَنَبِهَا كَمَا يُرْفَعُ بِذَنَبِ النَّعْجَةِ فَقَائِلٌ يَقُولُ يَوْمَئِذٍ: أَلَا وَارَيْتُهَا وَرَاءَ الْحَائِطِ، فَهُوَ يَوْمَئِذٍ فِيهِمْ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فِيكُمْ، فَمَنْ أَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ , وَنَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، فَلَهُ أَجْرُ خَمْسِينَ مِمَّنْ رَآنِي، وَآمَنَ بِي، وَأَطَاعَنِي وَبَايَعَنِي "
٢٨٤٧ - أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ الطَّبَرِيُّ إمَامُ الشَّافِعِيَّةِ بِبَغْدَادَ , بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَنْمَاطِيُّ , إِمْلَاءً بَنَيْسَابُورَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الإِسْتَرَابَاذِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الطَّلَقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَافِرٌ، عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنِ الْمُسْتَلِمِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , قَالَ: لَا يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ شَيْءٌ أَعَزُّ مِنْ أَخٍ مُؤْنِسٍ، أَوْ كَسْبِ دِرْهَمٍ مِنْ حِلِّهِ، أَوْ سُنَةٍّ مَعْمُولٍ بِهَا.
٢٨٤٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرَنِيُّ , بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ زَيَّانٍ الْكِنْدِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَكْحُولًا يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّهُ لَا يَأْتِي النَّاسُ مَا يُوْعَدُونَ , حَتَّى يَكُونَ عَالِمَهُمْ أَنْتَنُ مِنْ جِيفَةِ حِمَارٍ.
٢٨٤٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرَنِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَطَّارُ الْمُقْرِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَوْسَبٍ الْبَزَّارُ الْعَلَّافُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: وَأَنْشَدَنا الْأَمِيرُ أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُعْتَزِّ لِنَفْسِهِ:
أَخِي لَا تُرَعْ مِنْ حَادِثٍ وَتَجَلَّدِ ... وَهَوِّنْ عَلَيْكَ مَا تُحَاذِرُ فِي غَدِ
بَنُو الدَّهْرِ لَا يَخْلُونَ مِنْ فَجَعَاتِهِ ... فَكُلُّهُمُ يَغْدُو بِشِلْوٍ مُقَدَّدِ
وَلَيْسَ الْغِنَى إِلَّا غِنَى النَّفْسِ لَا الْيَدِ ... وَلَا الْجُودُ إلا الجود من قبل موعد
أرى زمنا لم يبق فيه مصيبة ... ألا فأصب ما شئت يا موت واجهد.