للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولما كان من دعاء المؤمنين الهداية إلى الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم غير المغضوب عليهم وهم اليهود ولا الضالين وهم النصارى تناولت سورة البقرة بشيء من التفصيل اليهود، كما تحدثت سورة آل عمران عن النصارى، وورد الحديث عن الطائفتين في سورتي النساء والمائدة. وهذا من باب التفصيل بعد الإجمال.

وبهذا يتضح لنا الصلة بين سورة الفاتحة التي تقع في ترتيب المصحف قبل سورة البقرة.

مناسبة الحديث عن بني إسرائيل مع عنوان السورة: مناسبة واضحة فقصة البقرة من أعظم الشواهد وأوضح الأمثلة الدالة على طبيعة بني إسرائيل حيث الجدل العقيم والتعنت والتشكيك في الأوامر الإلهية والسخرية بالأنبياء والتشديد على أنفسهم فضلا عن كتمانهم الحق وقسوة القلب مع تواتر الحقائق وتوارد الرقائق.

كما أن السورة الكريمة كشفت لنا عن خبايا وخفايا اليهود، بقرت لنا هذه الحقائق التي طواها الزمان وسعى اليهود إلى إخفائها بأساليبهم الدعائية القائمة على إلباس الحق بالباطل وكتمان الحق.

من هنا تبدو لنا الصلة بين عنوان السورة وبين الحديث عن سوء نية وخبث طوية وفساد طبائع اليهود كما ورد في هذه السورة الكريمة (١)

المناسبة بين مقدمة السورة وبين الحديث عن بني إسرائيل:

*لما استهلت السورة الكريمة بالحديث عن القرآن بوصفه كتاب هداية {الم {١} ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ {٢} } جاء الحديث عن وجه من وجوه تلك الهداية وهو إخباره عن الأمم السابقة لأخذ العبر والعظات من أحوالهم، ودعوتهم إلى سلوك طريق الهداية، وتحذير المتقين من مكائدهم، وتبصيرهم بطبائعهم، وتحذيرهم من اتباع سننهم٠


(١) - بقر الشيء: أي بطنه وأخرج ما فيه ومنه قول الأعرابي حينما عقر الذئب شاته
بقرت شويهتي وفجعت قلبي وأنت لشاتنا طفل ربيب..

<<  <   >  >>