* كذلك لما ذكر تعالى في أول السورة موقف المتقين من الهداية القرآنية، وصفاتهم الإيمانية دعا الله عز وجل بني إسرائيل إلى اللحاق بهذه الطائفة والسير على دربها فدعاهم سبحانه إلى تذكر نعمه والوفاء بعهده ورهبته والإيمان بما أنزل على خاتم رسله - صلى الله عليه وسلم -، وتقواه تعالى حق التقاة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة قال تعالى {الم {١} ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ {٢} الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ {٣} والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِل إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ {٤} أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {٥} } وقال سبحانه {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ {٤٠} وَآمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ {٤١} وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ {٤٢} وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ {٤٣} } ٠
لما ذكر من أوصاف المتقين الإيمان بما أنزل على خاتم النبيين وما أنزل من قبله على إخوانه من الأنبياء والمرسلين ناسب ذلك الحديث عن بعض الأنبياء والأمم فتحدثت السورة عن آدم عليه السلام كما تحدثت عن بني إسرائيل، ودعتهم إلى الإيمان بما أنزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما أنزل على من سبقه من الأنبياء ...