الأول من التوراة التي افتتح الله تعالى بها كتبه تلو صحفه وألواحه.
ثُمَّ قال: لمَّا انتظمَ إقبالُ الخطابِ على العربِ التي لمْ يتقدَّمْ لها هُدًى بما تقدَّمه من الخطابِ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - انتظم بخطابِ العربِ خطاب بني إسرائيل بما تقدَّم لها من هدًى في وقتها
وبما عهد إليها من تضاعف الهدى بما تقدَّم لها في ارتقائها من كمال الهدى بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وبهذا القرآن، فكان لذلك الأولى مبادرتهم إليه حتى يهتدى بهم العرب، ليكونوا أول مؤمن بما عندهم من علمه السابق. انتهى" (١)
ما قام ببيانه "الحرَالّيّ" فيه ما يهدي إلى السنة البيانية للقرآن الكريم في تنسيق المعاني وتقديم بعضها على بعض لما في ترتب الثاني على الأول وتناسله منه.
وغير خفي عليك أنَّ ما قام البقاعيّ ببيانه ولا سيَّما الوجه الثاني فيه وشيجة انتساب إلى مقال " الحرالّي ".
والبقاعي" ما يزال في أثناء السور يُجْمِلُ لك حركة المعنى في سياقها فتراه عند تأويله قول الله - سبحانه وتعالى -
يقول: " ولعلّ ختام قصص بني إسرائيل بهذه القصّة لما فيها للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - من واضح الدلالة على صحة دعواه الرسالة؛ لأنهاممالايعلمه إلا القليلُ من حُذَاق علماء بني إسرائيل