للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كذلك يتبن لك أن في الآية وجوها من الأداء وأنَّ في هذه الوجوه تناسبا مع السياق فإنَّ الآية معقودة لدعوة المسلم إلى أن يكون في عون أخيه وألا يكونَ إقراضُه له من وراء الانتفاع بما يأخذه منه بل الانتفاع بما يكتسبه من ثواب الله - عز وجل - ثمَّ بما يحققه للأمَّة من الشعور بالتآلف والتناصر،وهذا إذا شاع في أمَّة طهَّرها من كثير من الأدواء التى تنهك قواها وتهتك قوامها وتردي في مذلذة الفُرْقة والتناحُرش والتغافثلِ والتشاغُلِ عن الاعتناء بأحوال الإخوان،وذلك هو الدَّاء التى تؤتى منه الأُمَّة.

*****

إنَّ كلَّ عُنصرٍ من عناصر البيان ولا سيَّما البيانُ القرآنيُّ لذو أثر بليغ مجيد في بناء المعنى وتصويره وتحبيره، قد تخفى علينا نحن ملامح ذلك الأثر، ولكن هذا لايصح أن يكون مدعاة إلى نفي وجوده، ولو أنَّ المرءَ نفى كل ما لايرى لكان الأمر جدَّ خطيرٍ، إنَّ من رأس الإيمان في الإسلام الإيمان بالغيب، فوجب أن يقف المرء عند ما يعلم غير ناف وجود ما لايعلم.

***

الوقوف على ماجاء في هذه الآيات من قراءات هو من باب العلم النافع، والدراسة العربية تحتفى بمثل هذا، فكثرة القراءات في الآية فيه من فيوض المعانى مايعين العباد على أن يقوموا في رياض الطاعة، وأن تفتح أمامهم سبل القرب من خالقهم وليس كمثل التيسير المحكم بأصول العلم على العباد كَيْمَا لاتنفر نفس عن رحاب الطاعة

المَعْلم الثَّاني عشر.

تبِيْان مدلول ودلالة الكلمة القرآنية:مادة وصيغة

"البقاعيّ" ذو عناية بالغة بتبيان مدلول مادة الكلمة القرآنية وصيغتها في بناء جملتها وبما يكشف تناسبها مع سياقها والمقصود من السورة وعلاقتها بأخواتها في بناء الجملة الذي يشكل عنده (النظم التركيبي) في السورة والذي يجعله لبنة في بناء (النظم الترتيبي) فيها..

<<  <   >  >>