للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكل ذلك يبرز وجهًا من المعنى العام للقصة، وأنَّ من وراء هذا العلم المكتسب علمًا أنفذ في باطن الحقائق، وأنَّ على كلِّ ذي علم أنْ يعلمَ أنَّ من فوق علمِه وإنْ تعاظم وتكاثر علمًا أسمى وأعظم

وهذا يتناسب مع المعنى العام لسورة " الكهف " وما استفتحت به من الحمد على نعمة العلم الذي به قوام البقاء النافع والقويم في هذه الحياة.

***

ومماعنى البقاعيّ بالنظر في تأويله وتدبر مناسبته لسياقه والمقصود من البيان الكلمات (سنة) و (عام) وحجة) و (حول) فهي كلمات يحسَلبُ أنها سواء في مدلولها، وقد جاءت من البيان القرآني في سياقات ومقاصد متنوعة

جاءت كلمة (سنة) سبع مرات مفردة، وإحدى عشرة مرة مجموعة (سنين) : (البقرة:٩٦- المائدة: ٢٦ - يونس: ٥ – يوسف: ٤٢ , ٤٧ – الإسراء: ١٢ – الكهف: ١١ , ٢٥ – طه: ٤٠ – الحج: ٤٧ – المؤمنون: ١١٢ - الشعراء: ١٨ , ٢٠٥ – العنكبوت: ١٤ – الروم:٤ - السجدة: ٥ – الأحقاف: ١٥ –المعارج: ٤

وجات كلمة (عام) تسع مرات (البقرة:٢٥٩-٢٥٩-التوبة:٢٨ -٣٧-٣٧-١٢٦ يوسف:٤٩ العنكبوت:١٤ لقمان:١٤)

وكلمة (الحول) جاءت في آيتين من سورة البقرة:ي:٢٣٣،٢٤٠)

وكلمة (حجة) جاءت في آية القصص (ي:٢٧)

والغالب عند أهل البيان أنَّ كلمة "سنة " أكثر ما تستعمل في الحول الذي فيه جدب وشدة، والعام بما فيه الرخاء والخصب، يقال أسنت القوم أصابهم الجدب، كما يقول الراغب في " المفردات "

والبقاعيّ يشير في بعض المواضع إلى تلك الفروق من ذلك ما تراه عند تأويله قول الله - عز وجل -:

{وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} (البقرة:٩٦)

<<  <   >  >>