للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وشمالاً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من كان معه فضل ظهر؛ فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له» فذكر من أصناف المال ما ذكر، حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل [رواه مسلم].

وقيل لعلي - رضي الله عنه - ما السخاء؟ قال: (ما كان منه ابتداء، فأما ما كان عن مسألة فحياء وكرم) (١).

قال سعيد بن العاص لابنه: (يا بني، أخزى الله المعروف إذا لم يكن ابتداء من غير مسألة، فأما إذا أتاك الرجل تكاد ترى دمه في وجهه أو جاءك مخاطرًا لا يدري: أتعطيه أم تمنعه؟ فوالله، لو خرجت له من جميع مالك ما كافأته) (٢).

ومن أنواع المواساة الإحسان إلى المسلمين بالكلمة الطيبة واللفتة الحانية، في زمن تفلتت فيه القيم الاجتماعية والصلات الإسلامية.

١٦ - النفقة في مصالح المسلمين: ومن ذلك حفر الآبار وسقاية العطشى، قال - صلى الله عليه وسلم -: «من حفر بئر ماء لم يشرب منه كبد حرى من جن، ولا إنس، ولا طائر، إلا آجره الله يوم القيامة، ومن بنى مسجدًا كمفحص قطاة (٣)، أو أصغر بنى الله له بيتًا في الجنة»


(١) تاريخ الخلفاء: (ص ١٧).
(٢) البداية والنهاية: (٨/ ٩٣).
(٣) مفحص القطاة: المكان الذي تفرخ فيه من الأرض.

<<  <   >  >>