مضت الأيام وحبل المودة مقطوع، والجفوة قائمة بيننا. وفي تلك الأثناء كانت الهداية تخطو نحو بيت هذا الطبيب وذلك عن طريق زوجته التي تعمل في مكان آخر .. مرت ستة أشهر بعدها علمت بالخبر المفرح أن زوجته أسلمت .. ودعوت لها ولمن سعى في هدايتها ... وخالطني بعض التشفي من ذلك الطبيب، هاهي في بيتك! ! ولكني طأطأت رأسي حياء وخجلاً من ربي ... مرت الأيام وأنا أترقب هذا الطبيب، ولكنها أيام طويلة باعدت فيها الأعمال بيننا حتى أتاني ذات يوم هاشًا باشًا نحوي فعلمت أن في الأمر تبدلاً، فإذا الأمر أكبر من ذلك إذ به يبشرني بإسلامه على يد زوجته، عانقته وأنا لا أخفي دمعة تسيل على خدي، فإذا به يزيلها بيده ويقبل جبيني، ثم بكى.
توطدت العلاقة بيننا وأصبح من أقرب الناس إلي ولكنه بين حين وآخر يذكرني بعتاب شديد .. لماذا تركتني بعد تلك الحادثة؟ ألست تدعو إلى الله حتى وإن فعلت ما فعلت؟ بعد سنوات سافر إلى بلاده، وأنا سافرت كذلك وفرقت بيننا الأوطان، ولكني أطمع في اجتماع لا فرقة بعده في جنات عدن.
وقفة: من المصائب استطالة الناس وكثرة القيل والقال، ولابد هنا من الصبر، ولذلك بوب البخاري (باب الصبر على الأذى) وقول الله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}