ومع حرارة الصيف يهرع الناس إلى الماء المثلج، إلى الآيس كريم، والمرطبات أما ابنتي فتشرب قطرات من الماء لا تكاد تروي عطشها المستمر، إنها تصرخ كلما رأت كأسًا ولو فارغًا ... تقف أمام الثلاجة وتبكي وتتوسل .. والحرارة تشتد، والظمأ يتزايد وبكاؤها ينادي: لم تحرموني من الماء؟ ؟ أيستطيع أحدكم أن يصبر عن الماء ساعة؟ ؟
ومن الصعب جدًا حرمان طفلة صغيرة بهذه السن من الماء، لقد بلغ بي الأمر أن أخفيت الثلاجة داخل إحدى الغرف، ولكن ما لبثت أن عرفت ذلك، فأصبحت تلازم باب الغرفة وتبكي، وتصرخ، حتى أننا أصبحنا نتسلل إلى الغرفة خفية حتى لا ترانا، ومع ذلك كانت كثيرًا ما تفطن إلينا، وتلحق بنا وتبكي ولكني أخرجها دون أن تشرب شيئًا، وأحيانًا لا أستطيع تحمل بكائها، وحرمانها فأعطيها قليلاً من الماء ... ولكن لا يكاد يروي عطشها، فتستمر في الصراخ.
في ليلة من الليالي، ازداد بكاؤها، ولا أعلم لماذا حان موعد الغسيل وعندما أخرجت السائل وجدت أن لونه قد اختلف، ولم يعد صافيًا كما كان، أصبت بالهلع بكت .. شكوت إلى الله حالي في تلك الليلة، من الصعب الذهاب إلى المستشفى في منتصف الليل.
أدخلتها غرفة الغسيل، وهي تصرخ وتبكي، كررت الغسيل لكن دون جدوى بت ليلتي تلك وأنا أتألم بآلام طفلتي، وفي الصباح