الباكر ذهبنا بها إلى المستشفى واستمر علاجها طويلاً، حتى بدأت تستجيب نوعًا ما للشفاء وتم الخروج ولكن لم نبق في البيت سوى سبعة عشر يومًا حتى عاودها الالتهاب ثانيًا، وعدنا إلى المستشفى ومكثنا هنا ما شاء الله، حتى جاء موعدنا مع الطبيب، فذهبنا وكم كانت سعادتي عندما قال الطبيب: إن الالتهاب قد شفي، وعدت إلى داري وأنا سعيدة أن أطلق سراحنا.
واستمرت معاناتي مع ابنتي وإن معاناتها ليست مع الغسيل وآلامه، بل كانت تحتاج إلى كمية كبيرة من العلاج، لابد من أخذها من مسحوق لابد أن تأخذ منه كمية كبيرة، وإلا ارتفع لديها (البوتاسيوم) وارتفاعه يعد خطرًا على القلب، وكانت تكره شربه بالفم، بل تصرخ كثيرًا عند شربه، لذلك كنت أعطيها إياه عن طريق الشرج وهذه أيضًا صعبة جدًا لعدم وجود حقنة شرجية خاصة بها، بل كنت أستخدم حقنة ذات حجم كبير.
وكانت صرخاتها تتعالى مما يزيد آلامي، وأحزاني بل وأشد من ذلك أنه لابد من إعطائها حقنة تحت الجلد، حملتها إلى ممرضة في نفس الحي، رحبت بنا -جزاها الله خيرًا- وتأثرت كثيرًا بمنظر طفلتي المحزن .. ولكن أيضًا وجدت صعوبة في الاستمرار معها لشدة إرهاقي مع ابنتي داخل البيت، من غسيل وعلاج، وغيار للثقب الذي في بطنها (الذي يخرج منه الأنبوب) فاضطررت أن أتعلم منها كيفية ضرب الحقن، ولم يطل ذلك الأمر، لأنني تعودت على رؤيته