حتى صرح له أب لفتاة تقدم لها أن في الأمر شيء وليست الأحوال طبيعية إطلاقًا أكثر من قراءة القرآن والأذكار المشروعة، واغتسل بالسدر وتحرى مظان الإجابة ... ومرت السنة الأولى، والثانية، فإذا باللطيف بعباده يجبر كسره، ويجمع شمله، ويرزقه زوجة صوامة قوامة، أنسته شقاء السنوات الماضية، وكرب الليالي المظلمة، وفي كل يوم يحمد الله عز وجل أنها الزوجة التي يأمن معها على عيش الدنيا ويأمل أن يجمعه الله في الفردوس الأعلى.
وقفة:
قال ابن تيمية:«العوارض والمحن هي الحر والبرد، فإذا علم العبد أنه لابد منها، لم يغضب لورودهما ولم يغتم لذلك، ولم يحزن»(١).
وقال ابن الجوزي: لو أن ملكًا قال لرجل فقير: كلما ضربتك بهذا العود اللطيف ضربة أعطيتك ألف دينار؛ لأحب كثرة الضرب، لا لأنه لا يؤلم ولكن لما يرجو من عاقبته وإن أنكأه الضرب.