للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عنده, فما بلغت باب داره حتى سمعت الصراخ عليه, وإذا هو قد مات رحمة الله عليه. (١)

لقد بارك الله في أيامهم وأوقاتهم وأعمالهم لأنهم يرون أيامهم كما قال القائل:

إذا مر بى يومٌ ولم أقتبس هدى ... ولم أستفد علماً فما ذاك من عمري (٢)

وانظر أخي إلى يومك الذي تعيش فيه الآن ماذا قدمت فيه؟

وأنت تعلم أن الدنيا ثلاثة أيام: ها هي الدنيا يقول عنها الحسن: إنها ثلاثة أيام, أما أمس فقد ذهب بما فيه, وأما غداً فلعلك لا تدركه, فاليوم لك فاعمل فيه (٣).

وقال داود الطائي .. يا ابن آدم فرحت ببلوغ أملك, وإنما بلغته بانقضاء مدة أجلك, سوَّفت بعملك كأن منفعته لغيرك (٤).

وما هذا التحسر والندم على أيام ذهبت إلا كما ذكر أبو سليمان الداراني: لو لم يبك العاقل فيما بقي من عمره إلا على لذة ما فاته من الطاعة فما مضى كان ينبغي له أن يبكيه حتى يموت (٥).

أخي الحبيب:


(١) سوانح وتأملات نقلا عن الجواهر المضيئة لأبي محمد القرشي.
(٢) إرشاد العباد ٣٧.
(٣) الزهد للبيهقي ١٩٦.
(٤) صفة الصفوة ٣/ ١٤٠.
(٥) حلية الأولياء ٩/ ٢٧٥.

<<  <   >  >>